شهدت مدينة البوكمال يوم الخميس ٢٠٢٤/١١/٧ اشتباكات بين أبناء عشيرة الحسون إحدى بطون قبيلة العكيدات…
فتنٌ عشائرية وطائفية وتعاونٌ مع الاحتلال أبرز مُنجزات استخبارات قسد
منذ تأسيس قوات سوريا الديمقراطية أو ما تُعرف بقسد في تشرين الأول عام 2015 انتهجت هذه القوات منهجاً ضبابياً وغير واضح تجاه التكتلات السياسية والعسكرية والسورية سواء أكانت معارضة أو موالية لعصابات الأسد وتجاه طوائف الشعب السوري الدينية والعرقية والعشائرية فتلك القوات التي رفعت أثناء إعلان تشكيلها علم الثورة السورية لم تفوّت أدنى فرصة لضرب مكونات الثورة في أصعب لحظاتها على العكس تماماً من تعاملها مع عصابات الأسد التي لم تتوانى قسد بالتودد إليها وطلب رضاها والوقوف إلى جانبها عسكرياً أيضاً.
انخرطت قسد منذ أول لحظة في تأسيسها في محاربة تنظيم الدولة إلى جانب التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة واعتبرها التحالف الشريك الرئيسي في محاربة التنظيم بسوريا، فهل كانت قسد جادّة في الانضمام لأعداء تنظيم الدولة؟ لم تكن قسد في أي وقت جادّة في محاربة التنظيم بقدر ما كانت تسعى لمصالحها المرتبطة بمصالح حزب العمال الكردستاني والتي وُلدت قسد من رحمه وانتهجت سياسات الحزب في سوريا ورفعت صور قائده التركيّ ”أوجلان” في ساحات المدن السورية وفيما يلي سنسرد لكم القليل فقط من سياسة قسد في شمال وشرق سوريا عبر ذراعها الأمني المسمى بالاستخبارات.
”خابات” هو اسمٌ مستعارٌ لأحد عناصر استخبارات قسد انشق عنها لاحقاً ولجأ إلى إحدى الدول الأوربية ومن ثم قام بتسريب معلومات واسعة حول عمليات استخبارات قسد عبر إحدى الصفحات المحلية التي تنشط في ديرالزور وجاءت هذه التسريبات في إطار تأكيد لمعلومات كانت قد وردتنا سابقاً عبر مصادر خاصة ومحلية عن عمليات نفذها عناصر تنظيم الدولة بتنسيق وتسهيل من قبل استخبارات قسد فما هي تلك العمليات وأين جرت وكيف؟
أُولى تلك العمليات التي تحدث عنها ”خابات” كانت حول إشعال الفتن العشائرية في مناطق سيطرة قسد بمحافظة ديرالزور حيث قال خابات أن أحد عناصر استخبارات قسد يُدعى ”ابراهيم العوتي” أشرفَ على عدد من عمليات الاغتيال بريف ديرالزور الشرقي وعمل على تجنيد آخرين أيضاً في عمليات الاغتيال هذه مقابل مبالغ مالية وتوفير الحماية لهم، والهدف من هذه الاغتيالات هو لصق التهمة بعناصر داعش وخلق فتن عشائرية حيث كانت تستهدف الاغتيالات شخصيات معينة.
العوتي لم يتوقف عند هذا الحد فقد كان يملك صفحة على منصة فيسبوك باسم ”أبو ابراهيم الشعيطي” كانت تهدف إلى خلق الفتن في المنطقة ونشر صور نساء من الأهالي وابتزازهن ووصل الأمر في إحدى المرات إلى مقتل امرأة جراء تلك المنشورات وقد تم كشفه فيما بعد وافتضاح أمره وقامت قسد باعتقاله لتتدخل الاستخبارات حينها وتخرجه بالقوة وعند التقصي عنه اتضح لنا عبر مصادر محلية أنه كان يعمل بتجارة المخدرات في لبنان وتركيا وعندما عاد إلى ديرالزور استمر في نشاطاته المشبوهة بالتنسيق مع الاستخبارات.
استخبارات قسد لم تُشرف على المدعو ”خالد العوتي” فحسب بل وحسبما أوضحت تسريبات ”خابات” أن عملية اغتيال رئيس بلدية الطيانة المحامي ”سكات الموسى” في العام 2020 والتي تبناها تنظيم الدولة آنذاك كانت بإشراف مباشر حيث قال خابات أن عنصرين من التنظيم اقتحموا مبنى البلدية وقاموا بقتل المحامي عبر إطلاق الرصاص عليه عندما كان يُصلّي وتمكن أحدهم من الهرب فيما قامت دورية تابعة لقسد كانت قريبة من المبنى باعتقال الآخر لتتدخل استخبارات قسد حينها وتُخرج العنصر رغم ثبوت انتمائه للتنظيم ووبخت الاستخبارات أحد قياديي قسد العسكريين بسبب إلقاء القبض على عنصر التنظيم.
التسريبات أعادت إلى الأذهان حادثة مقتل الكاهن المسيحي حنّا بيدو كاهن رعية القديس مار اليوسف للأرمن الكاثوليك في مدينة القامشلي ووالده ابراهيم بيدو في بلدة الزر شرق ديرالزور في العام 2019 حيث قال ”خابات” أن تلك الحادثة كانت بتدبير مباشر من الاستخبارات بالتنسيق مع عناصر التنظيم وكان الهدف المباشر من تلك العملية هو خلق فتنة طائفية بالإضافة إلى التشديد على أبناء محافظة ديرالزور في باقي مناطق قسد بحجة أنهم ينتمون لتنظيم الدولة.
آخر ملف تم تسريبه كان عن عمليات سبق وأن تحدثت عنها شبكة نداء الفرات حيث قال المدعو خابات أن استخبارات قسد تعمل بالتنسيق مع اسرائيل فقد زارت فرق استخباراتية اسرائيلية وخبراء أمنيين موقع الكُبر في مناطق سيطرة قسد غرب ديرالزور والذي كانت اسرائيل قد قصفته في عام 2007 بحجة وجود مفاعل نووي فيه، الاسرائيليون دخلوا بصفة عاملين في المنظمات الإنسانية وبقيوا في المنطقة لعدة أيام استكشفوا فيها الموقع المستهدف وأجروا عدة أبحاث ومن ثم غادروا.
وكانت شبكة نداء الفرات قد حصلت سابقاً من مصادر خاصة على معلومات تُفيد بوجود تنسيق أمني بين قسد واسرائيل وأن قسد جنّدت عدد من المرتزقة لصالح اسرائيل تم نقلهم من مطار أربيل باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة للقتال ضد الفلسطينيين في غزة بوقت سابق من العام الماضي في حين كانت مصادر إعلامية أُخرى قد تحدثت عن تدريب جهاز الاستخبارات الاسرائيلي “الموساد” لعدد من عناصر قسد في العام 2019 بهدف زيادة التعاون الأمني بين الطرفين.
”الضرورات تُبيح المحظورات” على ما يبدو هذا هو مبدأ قسد في إدارة منطقة شمال وشرق سوريا فضرورة وجودها وشرعيتها مستمدة من التحالف الدولي الذي يعتبرها شريكاً لمحاربة تنظيم الدولة فقط، إذاً فالشغل الشاغل لدى استخبارات قسد هو إبقاء تنظيم الدولة في حالة نشاط دائم لكي تتمكن قسد من البقاء وابتزاز التحالف عبر إيهامه بأن داعش لا زالت موجودة، ولكن لا يُبرر تعاملها مع المُحتل الاسرائيلي سوى أمرٌ واحد فقط وهو أن هذه القوات مُدعيّة الديمقراطية ما هي إلا نسخة ثانية عن الاحتلال الاسرائيلي في سوريا.
تحرير: قاسم الفارس
This Post Has 0 Comments